و لسهولة الفهم يجب توضيح بضعة نقاط
كانت فصولنا يُصعد لها بسلم ،
أما هوايتي فكانت أخذ ما لذ و طاب
و كنت أمارس تلك الهواية اللطيفة بشكل شبه يومي
و عندما دخلت المرحلة الإعدادية كنت أحكي لصديق دراستي منذ الصغر (م.إ) عن تلك المغامرات،
سألته في استعجاب الكلاب
و استنكار الحمار :
"انا إيه؟؟!!!"
قال:
"انت إللي رميت شنطتي"
- ".......؟!"
و يومها عرفت القصة كاملة ،
فقد أخذت في يوم من الأيام حقيبة (م.إ) -عن دون عمد أو ملاحظة-و تفننت في إيجاد
موضع مناسب يليق بها ،فذهبت بكل انبساط البساط و حماس النحاس و بسالة الزبالة إلي حمام بلدي (مرحاض) في مدرستنا و انتقيت حفرته الوسطى
و هوب..
بارع أنا في التصويب منذ صغري..
أما كيف وجد (م.إ) الحقيبة،فقد حدث الآتي:
كان اتوبيس المدرسة ينتظره بفارغ الصبر ،أما هو فقد كان يبحث عن حقيبته بحثاً مضنيا ،
و ألحّت عليه الضرورة البيولوجية ،
وفتّش المدرسة شبراً شبراً و شخصاً شخصاً تفتيشاً زيتياً و هو يتراقص تحت وطأة الإلحاح
،
و ألحّت عليه الضرورة البيولوجية بشدّة حتى أضناه التعب
،
حتى أشجع الفرسان لا يحتمل بقائه محصوراً كل ذاك الوقت
،
فذهب إلي أقرب دورة مياه- و هي دورة المياه
السالفة الذكر-لكي يلبّي نداء الطبيعة و هو يحلم بالأنهار التي ستسيل منه و تروي المدرسة كلها ..
و بدون تفكير أو نظر فكّ ضيقـــته .
.و أفرَج..
و أغدَق..
و أغرَق..
أسراب و أنهار و شلاّلات تكفي لإمداد المنطقة التعليمية بأكملها
و هو يشعر بالراحة الأسطورية التي يشعر بها كل من كانوا في محنـته..
و من سيكونوا..
و بعدما انـتهى رصيده ،, شبع من الحمام ،و شبع الحمام منه، و عاد إلى صوابه،
وجد أنه صب الويل كله على حقيبته المسكينة المتربعة على عروشها
..!!
فأخذها بعدما تحولت إلي جثة ماتت غرقاً و ذهب إلي الأوتوبيس
و هي تقطر بعصارة التاريخ، بعدما أصيب السائق بشلل أطفال من طول الانتظار
..
و لا تسألوني ما سبب عدم جلوس أي أحد على الأريكة التي جلس عليها
و تفضيلهم للوقوف ، و لا عن كَمّ المناديل الرهيب
الموضوع على الأنوف المُعَذَّبة..!!! ~