Quantcast
Channel: Jesus
Viewing all articles
Browse latest Browse all 10

الصف الثالث الابتدائي

$
0
0

كان لذلك الصف قصة تختلف
..
و لسهولة الفهم يجب توضيح بضعة نقاط
:
كانت فصولنا يُصعد لها بسلم ،
و تحت تلك الدرجات يضع جميع
الطلبة حقائبهم
..
أما هوايتي فكانت أخذ ما لذ و طاب
من تلك الحقائب_دون ملاحظة أصحابها طبعا_ و إلقائها أينما يحلو لي



و كنت أمارس تلك الهواية اللطيفة بشكل شبه يومي
،
و عندما دخلت المرحلة الإعدادية كنت أحكي لصديق دراستي منذ الصغر (م.إ) عن تلك المغامرات،
لأفاجأ به يحملق في وجهي صارخاً في غلّ و مقت و كراهية و اشمئزاز و استعجاب و استنكار و استهتار و انبهار قائلاً:
"هوّ انت؟؟؟!!!!!"


سألته في استعجاب الكلاب

و استنكار الحمار :

"انا إيه؟؟!!!"

قال:

"انت إللي رميت شنطتي"

- ".......؟!"

و يومها عرفت القصة كاملة ،

فقد أخذت في يوم من الأيام حقيبة (م.إ) -عن دون عمد أو ملاحظة-و تفننت في إيجاد

موضع مناسب يليق بها ،فذهبت بكل انبساط البساط و حماس النحاس و بسالة الزبالة إلي حمام بلدي (مرحاض) في مدرستنا و انتقيت حفرته الوسطى

و هوب..

بارع أنا في التصويب منذ صغري..

أما كيف وجد (م.إ) الحقيبة،فقد حدث الآتي:

كان اتوبيس المدرسة ينتظره بفارغ الصبر ،أما هو فقد كان يبحث عن حقيبته بحثاً مضنيا ،

و ألحّت عليه الضرورة البيولوجية ،

وفتّش المدرسة شبراً شبراً و شخصاً شخصاً تفتيشاً زيتياً و هو يتراقص تحت وطأة الإلحاح

،

و ألحّت عليه الضرورة البيولوجية بشدّة حتى أضناه التعب

،

حتى أشجع الفرسان لا يحتمل بقائه محصوراً كل ذاك الوقت

،

فذهب إلي أقرب دورة مياه- و هي دورة المياه

السالفة الذكر-لكي يلبّي نداء الطبيعة و هو يحلم بالأنهار التي ستسيل منه و تروي المدرسة كلها ..

و بدون تفكير أو نظر فكّ ضيقـــته .

.و أفرَج..

و أغدَق..

و أغرَق..

أسراب و أنهار و شلاّلات تكفي لإمداد المنطقة التعليمية بأكملها

و هو يشعر بالراحة الأسطورية التي يشعر بها كل من كانوا في محنـته..

و من سيكونوا..

و بعدما انـتهى رصيده ،, شبع من الحمام ،و شبع الحمام منه، و عاد إلى صوابه،

وجد أنه صب الويل كله على حقيبته المسكينة المتربعة على عروشها

..!!

فأخذها بعدما تحولت إلي جثة ماتت غرقاً و ذهب إلي الأوتوبيس

و هي تقطر بعصارة التاريخ، بعدما أصيب السائق بشلل أطفال من طول الانتظار

..

و لا تسألوني ما سبب عدم جلوس أي أحد على الأريكة التي جلس عليها

و تفضيلهم للوقوف ، و لا عن كَمّ المناديل الرهيب

الموضوع على الأنوف المُعَذَّبة..!!! ~






Viewing all articles
Browse latest Browse all 10

Latest Images

Trending Articles





Latest Images