لقد كنت طفلاً هادئا ً، إذا استثنينا تحطيم مقاعد المنزل و اتلاف الأجهزة الكهربائية و تكسير الزجاج وشد ذيول القطط و سكب الماء من الشرفة فوق المارة و أشياء منهذاالقبيل
،
و قد كنت مجتهدا ً دراسيا ً، ولكنني أيام تسليم الشهادات أسمع كلام مبهم عن البيتي فور أو الكحك أو ما شابه
،
و كنت محبوبا ً جداً من جميع المدرّسين الذين لم يستطيعوا فراقي ،
فقد سألني مدرسين عدة:
-"عجبتك السنة دي ؟"
-"أيوة"
-"انبسط،هاتقعد فيها تاني"
و قد كان لي مكانة خاصة و مكان خاص في الفصول-بجانب الحائط-
أما عن هواياتي فقد كانت متعددة..
فعندما كنت في الصف الأول الابتدائي كنت أعشق النظام..
فعندما ينتهي اليوم الدراسي و يخرج الجميع كنت أعيد ترتيب المقاعد على شكل الأهرامات رمز الحضارة و آتي في اليوم التالي و على وجهي براءة الثعابين و وداعة التماسيح لأجد المدرسين قد أصيبوا بالجنون.
و ما ذنبي أنهم لا يعتزون بالحضارة الفرعونية؟!
أما في الصف الثاني الابتدائي فقد كنت أهوى التصويب،فها هو صندوق القمامة و ها هي النافذة،و ها هو الهدف؟
تسألون عن الهدف؟
بالطبع هو هذا الرجل السائر في طريقه غير عالم -المسكين-بما تخبئه له الأقدار
يبدو أنه قرأ في(حظك اليوم) "حظك يأتي من حيث لا تتوقع"
و لم يخيب ظنه أبداً..
فقد هبط علي رأسه سلّة تحمل كلما أبدعته البشرية من مناديل ممخطة و منشفات تقيأ عليها الطلبة و أضفت أنا إليها بضعة أكواب من ماء طفح إحدى البالوعات المفتوحة التي تعطيك مؤشرا بعودة سياسة الانفتاح..
و تواريت و أنا أسمعه يتكلم عن كائنات كثيرة في حديقة الحيوان كالكلب و الحمار و أشياء من هذا القبيل..
أما الصف الثالث الابتدائي فله قصة تختلف..
انتظروها